فصل: قال النسفي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



واسم ابنتيه: رُبْثا وزُعَرثا.
وقال السدي: اسم الكبرى: ريَّة، واسم الصغرى: عروبة.
والمراد بأهله: ابنتاه.
فأما القِطْع، فهو بمعنى القطعة؛ يقال: مضى قِطْع من الليل، أي: قطعة.
قال ابن عباس: يريد به: آخر الليل.
وقال ابن قتيبة: {بقِطْع} أي: ببقية تبقى من آخره.
وقال ابن الأنباري: ذكر القِطَع بمعنى القطعة مختص بالليل، ولا يقال: عندي قِطْع من الثوب، بمعنى: عندي قطعة.
قوله تعالى: {ولا يلتفت منكم أحد} فيه قولان:
أحدهما: أنه بمعنى: لا يتخلَّفْ منكم أحد، قاله أبو صالح عن ابن عباس.
والثاني: أنه الالتفات المعروف، قاله مجاهد، ومقاتل.
قوله تعالى: {إِلا امرأتك} قرأ نافع، وعاصم، وابن عامر، وحمزة، والكسائي بنصب التاء.
وقرأ ابن كثير، وأبو عمرو، وابن جمّاز عن أبي جعفر برفع التاء.
قال الزجاج: من قرأ بالنصب، فالمعنى: فأسر بأهلك إِلا امرأتكَ.
ومن قرأ بالرفع، حمله على {ولا يلتفتْ منكم أحد إِلا امرأتك}.
وإِنما أُمروا بترك الالتفات لئلا يَرَوْا عظيم ما ينزل بهم من العذاب.
قال ابن الأنباري: وعلى قراءة الرفع، يكون الاستثناء منقطعًا، معناه: لكن امرأتك، فإنها تلتفت فيصيبها ما أصابهم؛ فإذا كان استثناءً منقطعًا، كان التفاتُها معصيةً لربها، لأنه ندب إِلى ترك الالتفات.
قال قتادة: ذُكر لنا أنها كانت مع لوط حين خرج من القرية، فلما سمعت هَدّة العذاب، التفتت فقالت: واقوماه، فأصابها حجر فأهلكها، وهو قوله: {إِنه مصيبُها ما أصابهم إِن موعدهم} للعذاب (الصبح).
قوله تعالى: {أليس الصبح بقريب} قال المفسرون: قالت الملائكة: {إِن موعدهم الصبح} فقال: أريد أعجل من ذلك، فقالوا له: {أليس الصبح بقريب}؟
قوله تعالى: {فلما جاء أمرنا} فيه ثلاثة أقوال:
أحدها: أمرُ الله الملائكةَ بعذابهم.
والثاني: أن الأمر بمعنى العذاب.
والثالث: أنه بمعنى القضاء بعذابهم.
قوله تعالى: {جعلنا عاليها سافلها} الكناية تعود إِلى المؤتفكات، وهي قرى قوم لوط، وقد ذكرناها في [براءة: 70]، ونحن نشير إِلى قصة هلاكهم هاهنا.
قال ابن عباس: أمر جبريل لوطًا بالخروج، وقال: اخرج وأخرج غنمك وبقرك، فقال: كيف لي بذلك وقد أُغلقت أبواب المدينة؟ فبسط جناحه، فحمله وبنتيه ومالهم من شيء، فأخرجهم من المدينة، وسأل جبريل ربَّه، فقال: يا رب ولِّني هلاك هؤلاء القوم، فأوحى الله إِليه أن تولّ هلاكهم؛ فلما أن بدا الصبح، غدا عليهم جبريل فاحتملها على جناحه، ثم صَعِدَ بها حتى خرج الطير في الهواء لا يدري أين يذهب، ثم كَفَأهَا عليهم، وسمعوا وَجْبَةً شديدة، فالتفتت امرأة لوط، فرماها جبريل بحجر فقتلها، ثم صَعِدَ حتى أشرف على الأرض، فجعل يُتْبِعُهمْ مُسافِرَهم وَرعَاتهم ومَنْ تحوَّل عن القرية، فرماهم بالحجارة حتى قتلهم.
وقال السدي: اقتلع جبريل الأرض من سبع أرضين، فاحتملها حتى بلغ بها إِلى أهل السماء الدنيا، حتى سمع أهل السماء نباح كلابهم، ثم قلبها.
وقال غيره: كانت خمس قرى، أعظمها سَدوم، وكان القوم أربعة آلاف ألف.
وقيل: كان في كل قرية مائة ألف مقاتل، فلما رفعها إِلى السماء، لم ينكسر لهم إِناء ولم يسقط حتى قلبها عليهم.
وقيل: نجا من الخمس واحدة لم تكن تعمل مثل عملهم.
وانفرد سعيد بن جبير، فقال: إِن جبريل وميكائيل تولَّيا قلبها.
قوله تعالى: {وأمطرنا عليها} في هاء الكناية قولان:
أحدهما: أنها ترجع إِلى القرى.
والثاني: إِلى الأمة.
وفي السِّجِل سبعة أقوال:
أحدها: أنها بالفارسية سَنْك وكِلْ، السنك: الحجر، والكل: الطين، هذا قول ابن عباس، وعكرمة، وسعيد بن جبير.
وقال مجاهد: أولها حجر، وآخرها طين.
وقال الضحاك: يعني الآجرّ.
قال ابن قتيبة: من ذهب إِلى هذا القول، اعتبره بقوله: {حجارة من طين} [الذاريات 33] يعنى الآجر.
وحكى الفراء أنه طين قد طبخ حتى صار بمنزلة الأرحاء.
والثاني: أنه بحر معلَّق في الهواء بين السماء والأرض، ومنه نزلت الحجارة، قاله عكرمة.
والثالث: أن السجيل: اسم السماء الدنيا، فالمعنى: حجارة من السماء الدنيا، قاله ابن زيد.
والرابع: أنه الشديد من الحجارة الصلب، قاله أبو عبيدة، وأنشد لابن مقبل:
وَرَجْلَةً يَضْرِبُونَ البَيْضَ عَنْ عُرُضٍ ** ضربًا تواصَتْ به الأبطالُ سِجِّينَا

وردّ هذا القول ابن قتيبة، فقال: هذا بالنون، وذاك باللام، وإِنما هو في هذا البيت فعيل من سجنت، أي: حبست، كأنه يثبت صاحبه.
والخامس: أن قوله: {من سجيل} كقولك: من سِجلّ، أي: مما كُتب لهم أن يعذَّبوا به، وهذا اختيار الزجاج.
والسادس: أنه من أسجلته، أي: أرسلته، فكأنها مرسلة عليهم.
والسابع: أنه من أسجلت: إِذا أعطيت، حكى القولين الزجاج.
وفي قوله: {منضود} ثلاثة أقوال:
أحدها: يتبع بعضه بعضًا، قاله ابن عباس.
والثاني: مصفوف، قاله عكرمة، وقتادة.
والثالث: نضد بعضه على بعض، لأنه طين جُمع فجُعل حجارة، قاله الربيع بن أنس.
قوله تعالى: {مسوَّمةً} قال الزجاج: أي معلَّمة، أُخذ من السُّومة، وهي العلامة.
وفي علامتها ستة أقوال:
أحدها: بياض في حمرة، رواه الضحاك عن ابن عباس، وبه قال الحسن.
والثاني: أنها كانت مختومة، فالحجر أبيض وفيه نقطة سوداء، أو أسود وفيه نقطة بيضاء، رواه العوفي عن ابن عباس.
والثالث: أنها المخططة بالسواد والحمرة، رواه أبو صالح عن ابن عباس.
والرابع: عليها نضح من حمرة فيها خطوط حمر على هيأة الجِزع، قاله عكرمة، وقتادة.
والخامس: أنها كانت معلَّمة بعلامة يُعرف بها أنها ليست من حجارة الدنيا، قاله ابن جريج.
والسادس: أنه كان على كل حجر منها اسم صاحبه، قاله الربيع.
وحكي عن بعض من رأى تلك الحجارة أنه قال: كانت مثل رأس الإبل، ومثل مبارك الإِبل، ومثل قبضة الرجل.
وفي قوله تعالى: {عند ربك} أربعة أقوال:
أحدها: أن المعنى: جاءت من عند ربك، قاله ابن عباس، ومقاتل.
والثاني: عند ربك معدَّة، قاله أبو بكر الهزلي.
والثالث: أن المعنى: هذا التسويم لزم هذه الحجارة عند الله إِيذانًا بنفاذ قدرته وشدة عذابه، قاله ابن الأنباري.
والرابع: أن معنى قوله: {عند ربك} في خزائنه التي لا يُتصرَّف في شيء منها إِلا بإذنه.
قوله تعالى: {وما هي من الظالمين ببعيد} في المراد بالظالمين هاهنا ثلاثة أقوال:
أحدها: أن المراد بالظالمين هاهنا: كفار قريش، خوَّفهم الله بها، قاله الأكثرون.
والثاني: أنه عام في كل ظالم؛ قال قتادة: والله ما أجار الله منها ظالمًا بعد قوم لوط، فاتقوا الله وكونوا منه على حذر.
والثالث: أنهم قوم لوط، فالمعنى: وما هي من الظالمين، أي: من قوم لوط ببعيد، والمعنى: لم تكن لتُخطئهم، قاله الفراء. اهـ.

.قال النسفي:

{وَلَقَدْ جَاءتْ رُسُلُنَا} جبريل وميكائيل وإسرافيل أو جبريل مع أحد عشر ملكًا: {إبراهيم بالبشرى} هي البشارة بالولد أو بهلاك قوم لوط والأول أظهر: {قَالُواْ سَلاَمًا} سلمنا عليك سلامًا: {قَالَ سلام} أمركم سلام: {سِلم} حمزة وعلي بمعنى السلام: {فَمَا لَبِثَ أَن جَاء بِعِجْلٍ} فما لبث في المجيء به بل عجل فيه، أو فما لبث مجيئه، والعجل ولد البقرة: وكان مال إبراهيم البقر: {حَنِيئذٍ} مشوي بالحجارة المحماة: {فَلَمَّا رَءا أَيْدِيَهُمْ لاَ تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ} نكر وأنكر بمعنى وكانت عادتهم أنه إذا مس من يطرقهم طعامهم أمنوه وإلا خافوه.
والظاهرة أنه أحس بأنهم ملائكة ونكرهم لأنه تخوف أن يكون نزولهم لأمر أنكره الله عليه أو لتعذيب قومه دليله قوله: {وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً} أي أضمر منم خوفًا: {قَالُواْ لاَ تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إلى قَوْمِ لُوطٍ} بالعذاب، وإنما يقال هذا لمن عرفهم ولم يعرف فيم أرسلوا، وإنما قالوا: {لا تخف} لأنهم رأوا أثر الخوف والتغير في وجهه: {وامرأته قَائِمَةٌ} وراء الستر تسمع تحاورهم أو على رؤوسهم تخدمهم: {فَضَحِكَتْ} سرورًا بزوال الخيفة أو بهلاك أهل الخبائث، أو من غفلة قوم لوط مع قرب العذاب، أو فحاضت: {فبشرناها بإسحاق} وخصت بالبشارة لأن النساء أعظم سرورًا بالولد من الرجال، ولأنه لم يكن لها ولد وكان لإبراهيم ولد وهو إسماعيل: {وَمِن وَرَاء إسحاق} ومن بعده: {يَعْقُوبَ} بالنصب: شامي وحمزة وحفص، بفعل مضمر دل عليه فبشرناها أي فبشرناها بإسحاق ووهبنا لها يعقوب من وراء إسحاق.
وبالرفع: غيرهم على الابتداء والظرف قبله خبر كما تقول في الدار زيد.
{قَالَتْ يا ويلتاى} الألف مبدلة من ياء الإضافة وقرأ الحسن يا ويلتي بالياء على الأصل: {ءأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ} ابنة تسعين سنة: {وهذا بَعْلِى شَيْخًا} ابن مائة وعشرين سنة، {هذا} مبتدأ و: {بعلي} خبره و: {شيخًا} حال، والعامل معنى الإشارة التي دلت عليه ذا أو معنى التنبيه الذي دل عليه هذا: {إِنَّ هذا لَشَئ عَجِيبٌ} أن يولد ولد من هرمين وهو استبعاد من حيث العادة.
{قَالُواْ أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ الله} قدرته وحكمته.
وإنما أنكرت الملائكة تعجبها لأنها كانت في بيت الآيات ومهبط المعجزات والأمور الخارقة للعادات فكان عليها أن تتوقر ولا يزدهيها ما يزدهي سائر النساء الناشئات في غير بيت النبوة، وأن تسبح الله وتمجده مكان التعجب وإلى ذلك أشارت الملائكة حيث قالوا: {رحمت الله وبركاته عليكم أهل البيت} أرادوا أن هذه وأمثالها مما يكرمكم به رب العزة ويخصكم بالإنعام به يا أهل بيت النبوة فليست بمكان عجيب، وهو كلام مستأنف علل به إنكار التعجب كأنه قيل: إياك والتعجب لأن أمثال هذه الرحمة والبركة متكاثرة من الله عليكم.
وقيل: الرحمة: النبوة، والبركات الأسباط من بني إسرائيل لأن الأنبياء منهم وكلهم من ولد إبراهيم وأهل البيت نصب على النداء أو على الاختصاص: {إِنَّهُ حَمِيدٌ} محمود بتعجيل النعم: {مَّجِيدٌ} ظاهر الكرم بتأجيل النقم.
{فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إبراهيم الروع} الفزع وهو ما أوجس من الخيفة حين نكر أضيافه: {وَجَاءتْهُ البشرى} بالولد: {يجادلنا في قَوْمِ لُوطٍ} أي لما اطمأن قلبه بعد الخوف وملئ سرورًا بسبب البشرى فرغ للمجادلة.
وجواب: {لما} محذوف تقديره أقبل يجادلنا، أو: {يجادلنا} جواب: {لما} وإنما جيء به مضارعًا لحكاية الحال، والمعنى يجادل رسلنا.
ومجادلته إياهم أنهم قالوا إنا مهلكو أهل هذه القرية فقال: أرأيتم لو كان فيها خمسون مؤمنًا أتهلكونها؟ قالوا: لا، قال: فأربعون؟ قالوا: لا، قال: فثلاثون؟ قالوا: لا حتى بلغ العشرة قالوا: لا قال: أرأيتم إن كان فيها رجل واحد مسلم أتهلكونها؟ قالوا: لا فعند ذلك قال: {إن فيها لوطًا قالوا نحن أعلم بمن فيها لننجينه وأهله} [العنكبوت: 32]: {إِنَّ إبراهيم لَحَلِيمٌ} غير عجول على كل من أساء إليه أو كثير الاحتمال ممن آذاه، صفوح عمن عصاه: {أَوَّاهٌ} كثير التأوه من خوف الله: {مُّنِيبٌ} تائب راجع إلى الله، وهذه الصفات دالة على رقة القلب والرأفة والرحمة فبين أن ذلك مما حمله على المجادلة فيهم رجاء أن يرفع عنهم العذاب ويمهلوا لعلهم يحدثون التوبة كما حمله على الاستغفار لأبيه فقالت الملائكة.
{يإبراهيم أَعْرِضْ عَنْ هذا} الجدال وإن كانت الرحمة ديدنك: {إِنَّهُ قَدْ جَاء أَمْرُ رَبّكَ} قضاؤه وحكمه: {وَإِنَّهُمْ اتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ} لا يرد بجدال وغير ذلك عذاب مرتفع باسم الفاعل وهو: {آتيهم} تقديره وإنهم يأتيهم.
ثم خرجوا من عند إبراهيم متوجهين نحو قوم لوط وكان بين قرية إبراهيم وقوم لوط أربعة فراسخ.
{وَلَمَّا جَاءتْ رُسُلُنَا لُوطًا} لما أتوه ورأى هيئاتهم وجمالهم: {سِئ بِهِمْ} أحزن لأنه حسب أنهم إِنس فخاف عليهم خبث قومه وأن يعجز عن مقاومتهم ومدافعتهم: {وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا} تمييز أي وضاق بمكانهم صدره: {وَقَالَ هذا يَوْمٌ عَصِيبٌ} شديد.
روي أن الله تعالى قال لهم: لا تهلكوهم حتى يشهد عليهم لوط أربع شهادات، فلما مشى معهم منطلقًا بهم إلى منزله قال لهم: أما بلغكم أمر هذه القرية؟ قالوا: وما أمرهم؟ قال.
أشهد الله إنها لشر قرية في الأرض عملًا.
قال ذلك أربع مرات فدخلوا معه منزله ولم يعلم بذلك أحد فخرجت امرأته فأخبرت بهم قومها.
{وَجَاءهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ} يسرعون كأنما يدفعون دفعًا: {وَمِن قَبْلُ كَانُواْ يَعْمَلُونَ السيئات} ومن قبل ذلك الوقت كانوا يعملون الفواحش حتى مرنوا عليها وقل عندهم استقباحها فلذلك جاؤوا يهرعون مجاهرين لا يكفهم حياء: {قَالَ يَا قَوْمٌ هؤلاء بَنَاتِى} فتزوجوهن أراد أن يقي أضيافه ببناته وذلك غاية الكرم، وكان تزويج المسلمات من الكفار جائزًا في ذلك الوقت كما جاز في الابتداء في هذه الأمة، فقد زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنتيه من عتبه بن أبي لهب وأبي العاص وهما كافران.
وقيل كان لهم سيدان مطاعان فأراد لوط أن يزوجهما ابنتيه: {هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ} أحل: {هؤلاء} مبتدأ: {وبناتي} عطف بيان و: {هن} فصل و: {أطهر} خبر المبتدأ أو: {بناتي} خبر و: {هن أطهر} مبتدأ وخبر: {فاتقوا الله} بإيثارهن عليهم: {وَلاَ تُخْزُونِ} ولا تهينوني ولا تفضحوني من الخزي، أو ولا تخجلوني من الخزاية وهي الحياء، وبالياء: أبو عمرو في الوصل: {فِى ضَيْفِى} في حق ضيوفي فإنه إذا خزي ضيف الرجل أو جاره فقد خزى الرجل وذلك من عراقة الكرم وأصالة المروءة: {أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ} أي رجل واحد يهتدي إلى طريق الحق وفعل الجميل والكف عن السوء.
{قَالُواْ لَقَدْ عَلِمْتَ لَنَا في بَنَاتِكَ مِنْ حَقّ} حاجة لأن نكاح الإناث أمر خارج عن فمذهبنا إتيان الذكران: {وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ} عنوا إتيان الذكور وما لهم فيه من الشهوة: {قَالَ لَوْ أَنَّ لِى بِكُمْ قُوَّةً أَوْ اوِى إلى رُكْنٍ شَدِيدٍ} جواب لو محذوف أي لفعلت بكم ولصنعت.
والمعنى لو قويت عليكم بنفسي أو أويت إلى قوي أستند إليه وأتمنع به فيحميني منكم، فشبه القوي العزيز بالركن من الجبل في شدته ومنعته.